تحدث الكثيرون عن تاريخ حياة ابراهيم باشا وعن
قدراته العسكرية الفذه ومعاركه البطوليه ولن رحلته الاخيرة الى اوروبا لم تحظ بأى
اهتمام فتعالوا نزيل الغبار عنها ونتعرف
على احدى عبقريات ابراهيم باشا المنسيه
فى عام 1846سافر ابراهيم الى اوروبا لعلاج داء اصاب رئتية وازلة
ورم بهما بعد ان عالجه الطبيب لا ليمان
سافر ابراهيم الى فرنسا اعجب ابراهيم بالثقافة الاوروبيه واغير فكرته عن
المرأه الاوروبيه ومن المناظر التى لم ينساها مرافقية بكاؤة عند مشاهدة جمال الريف
فى قرية Agen وقال (( اننى لاابكى لانى ارى بلادا تنعم
بالرخاء بينما مصر تعانى البؤس رغم ان ارضها اكثر خصوبه وتعهد بأن يغير كل ذلك اذا
مد الله فى عمرة)) هل يأتى متنطع ويقول لى انه كان اجنبيا لا يحب مصر
فى خلال رحلته الثانية لاوروبا سنة 1847 واثناء اقامته بمدينة Piza الايطاليه طلب رسام ليرسم له بورترية كان
موجودا حتى ايامالفاروق بقصر رأس التين
وقف فجأه اثناء احدى جلسات الرسم وقال (( لا لن اموت لقد خلقنى الله لخير
مصر وجعلها غنية وان يعم الرخاء فيها ولن يكون
انصافا ان يدعونى الله الى جواره قبل ان اعيد مصر للحياه واجعلها سعيده ))
ثم جلس فجأة كما وقف فجاه وساتمر فى جلسة
الرسم بهدوء ودون مقاطعة الرسام
فى سفرة من فرنية الى باريس استقبله الشعب
الفرنسى استقبال الفاتحين واستمرت هتافات الشعب طويلا فقد كانوا يرون المنتصر فى معركة نزيب وصديق فرنسا الذى وقفت حكومتهم فى طريق
انتصاراته بدلا من مساعدته
بل ان جماهير تولوز وبوردو اصطفت تحت نوافذ
الفندق الذى اقام فية حتى صباح اليوم التالى
وفى باريس احاطت اجماهير موكبة فى كل مرة يدخل او يخرج من الاليزيه
واقيمت سهرة عائليه فى مدينة جونفيل ووقف الملك والملكه والامراء والدوقات والعظيم
ابراهيم بينهم
الست فخورا مثلى بهذا القائد وما يلاقيه
من احترام وحفاوة حقا لقد صنعوا لمصر
مركزا وتاريخا
فى اليوم التالى اقيمت مأدبة فى قصر
التويللرى منح فيها القائد ابراهيم اعلى الاوسمة الفرنسيه هو ورجال حاشيته
وطوال مدة الاربعين يوما التى قضاها فى باريس
لم تقل الحفاوة ولم تنقطع المأدب ولم تتوقف الدعوات واغتنم الفرصة لزيارة المصانع
ومنها مصنع ال Goelins الجوبلان الذى
ابهر السامعين فيه بمعرفته الفنيه عنه
من الملاحظات العبقرية له انه عند زيارة
مدينة ليفربول بانجلترا واثناء نظرة من نافذة حجرته هتف ينادى مساعده لينظر معه الى مجموعه صغيرة
فى الطريق العام وقال (( هل ترى هذين
الشخصين انهما مخموران كانا يتشاجران وعند وصول الشرطى لم يفعل سوى ان اشار الى
عصاة ففضا الاشتباك فورا وانظر اليهما يتبعانه بمنتهى الهدوء الى نقطة الشرطه ان هذا هو ما يمثل فعلا عظمة انجلترا وليس
المصانع التى زرناها ))
يالها من ملاحظة عبقرية واسمحوا لى ان
اضيف رؤيتى ان الفارق بيننا وبينهم زاد اتساعا منذ وقت ابراهيم باشا الى وقتنا هذا
احترام القانون هو الفارق الجوهرى بيننا
وبينهم وان يلاحظ هذا شخصا مثل ابراهيم باشا لم يمر على وجوده بانجلترا شهر فانما
ينم عن جوانب للعظمه فى هذا الرجل لم
نتعرف عليها بعد